[size=16]((يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ))، أي يدل على الهدى الذي من سلكه رشد، ((فَآمَنَّا)) نحن الجن ((بِهِ))، أي بذلك القرآن، ((وَلَن نُّشْرِكَ)) بعد سماع القرآن ((بِرَبِّنَا أَحَدًا))، أي لم <لن؟؟> نجعل له شريكاً.
[right][size=16]((وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا))، "الجد" هو الحظ، والمراد به هنا العظمة، أي تعالت وارتفعت عظمته من أن يكون له شريك أو زوجة أو أولاد، ((مَا اتَّخَذَ))، أي لم يتخذ الله سبحانه ((صَاحِبَةً))، أي زوجة ((وَلَا وَلَدًا))، فقد كان بعض الكفار يقولون أنه سبحانه اتخذ زوجة من الجن، كما قال سبحانه: (وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا)، فنفت الجن هذا الكلام.
[right][size=16]((وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا))، أي جاهلنا، والمراد به جنس الجهال منهم، ((عَلَى اللَّهِ شَطَطًا))،
أي كذباً وبعداً عن الحق، وكان <وكأن؟؟> المراد بذلك ما شاع بينهم
من أنه تزوج بالجنية، أو المراد "بسفيه منا" - إبليس لأنه من الجن -
والمراد أقواله حول الله سبحانه من نسبة الشريك إليه وما أشبه.
[right][size=16]((وَأَنَّا)) ظهر لنا الآن كذب ذلك السفيه بعدما كنا ((ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ)) -الإتيان بالفعل مؤنثاً باعتبار الجماعة - ((عَلَى اللَّهِ كَذِبًا))، فقد كنا نحسب أن ما يقولون من أن له سبحانه صاحبة وشريكاً وولداً صدق، والآن تبين لنا كذبه.
[right][size=16]((وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ))،
أي يعتصمون ويستجيرون، وكان الرجل من العرب إذا نزل الوادي في سفره ليلاً
قال: "أعوذ بعزيز هذا الوادي من شر سفهاء قومه،" وقد روي عن الإمام الباقر
(عليه السلام) أنه قال في هذه الآية: "كان الرجل ينطلق إلى الكاهن الذي يوحي إليه الشيطان فيقول: 'قل لشيطانك فلان قد عاذ بك.'" ((فَزَادُوهُمْ))، أي زاد الجن الإنس العائذين بهم ((رَهَقًا))،
أي طغياناً حيث أنهم رأوا الجن ظهيراً لهم، أو زاد الإنس الجن طغياناً حيث
أنهم ظنوا أن لهم مدخلاً في الأمور الكونية حتى استعاذ بهم الإنس، وأصل
الرهق اللحوق، ومنه غلام مراهق، فكان الإثم والطغيان يلحق الإنسان، ولذا
قيل له رهق.
[right][size=16]((وَأَنَّهُمْ))، أي الإنس ((ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ)) أنتم معاشر الجن ((أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا)) رسولاً، وهذا من تتمة كلام الجن الذين آمنوا بالرسول.
[right][size=16]((وَأَنَّا)) معاشر الجن ((لَمَسْنَا السَّمَاء))، أي مسسناها بإرادة الصعود في طبقات الجو ((فَوَجَدْنَاهَا))، أي ألفينا السماء ((مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا))، أي حفظة من الملائكة شداداً، و"حرس" جمع حارس، وهو الحافظ، وشديد باعتبار كل واحد من الحفظة، ((وَشُهُبًا)) جمع شهاب، وهو نور يمتد في السماء حتى يطفأ، أنها هيئت لرجم من يريد استراق السمع من الشياطين.
[right][size=16]((وَأَنَّا)) معاشر الجن ((كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا))، أي من السماء ((مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ))،
أي محلات قريبة من مراكز الملائكة لنستمع ما يدار بينهم من أخبار الأرض
لنعلم الأخبار ونأتي بها إلى الكهنة، وهذا إلى قبل ميلاد الرسول (صلى الله
عليه وآله وسلم) أو بعثته، ((فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ)) منا إلى كلام الملائكة ((يَجِدْ لَهُ))، أي لنفسه ((شِهَابًا رَّصَدًا))
يرمي به ويرصد له، ففي النجوم عين مواضع لحراسة السماء من الأجنة
والشياطين، فمن يتقدم منهم ليسترق الكلام قذف بالشهاب حتى يحترق أو يطرد،
وقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال - في حديث يذكر فيه سبب
إخبار الكاهن: "وأما أخبار السماء فإن الشياطين كانت
تقعد مقاعد استراق السمع إذ ذاك، وهي لا تحجب ولا ترجم بالنجوم، وإنما
منعت من استراق السمع لئلا يقع في الأرض سبب يشاكل الوحي من خبر السماء،
ويلبس على أهل الأرض ما جاءهم من الله لإثبات الحجة ونفي الشبهة، وكان
الشيطان يسترق الكلمة الواحدة من خبر السماء بما حدث من الله في خلقه،
فتختطفها <فيختطفها؟؟> ثم يهبط بها إلى الأرض، فيقذفها إلى الكاهن،
فإذا قد زاد كلمات من عنده يختلط الحق بالباطل، فما أصاب الكاهن من خبر مما
كان يخبر به فهو ما أداه إليه شيطانه مما سمعه، وما أخطأ فيه فهو من باطل
ما زاد فيه، فمذ منعت الشياطين من استراق السمع انقطعت الكهانة."
[right][size=16]((وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ)) حيث يرجم الشياطين حتى تقطع الأخبار عن أهل الأرض بعذابهم فيفاجأون بالعذاب، ((أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا))
بأن يبعث فيهم نبياً؟ والحاصل أن رجم الشيطان لأحد أمرين: إما لشر أو
لخير. وهذا يؤيد كون المراد من الرجم وقت ولادة الرسول، وأن هذا الكلام من
الجن حكاية حال ماضية، وإلا فقد عرفوا النبأ بعد قترة <فترة؟؟>
وخصوصاً عند وصولهم إلى خدمة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
[right][size=16]((وَأَنَّا)) معاشر الجن ((مِنَّا))، أي بعضنا ((الصَّالِحُونَ)) بالإيمان والعمل الصالح، ((وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ)) الصلاح، وإنما عبر بهذا التعبير ليشمل الفرق المختلفة، ((كُنَّا)) في السابق ((طَرَائِقَ قِدَدًا))،
أي على طرائق مختلفة، و"قدد" جمع قدة وهي القطعة، كان لكل مذهب لونا
مختلفاً، فهم قطعة مخالفة لقطعة أخرى، وكأن هذه التفصيلات المنقولة من كلام
الجن لبيان حقيقتهم وتوضيح ما يرتبط بهم من مزايا والأحوال
[right][size=16]((وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى)) حيث سمعنا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ((آمَنَّا بِهِ))، أي بالهدى وهو الإسلام، ((فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ)) إيماناً صحيحاً ((فَـ)) إنه ((لَا يَخَافُ بَخْسًا))، أي تنقصياً لحقه في الدنياً وفي الآخرة، ((وَلَا رَهَقًا))،
أي ظلما وطغياناً بالنسبة إليه، فإنه سبحانه عادل لا يظلم أحداً، أما غير
المؤمن فإنه يخاف البخس إذ حسناته تمحى بسبب سيئاته، ويخاف الرهق بمعنى
تبعة الإثم - كما سبق في معنى الرهق.
[right][size=16]((وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ)) الذين دخلوا في دين الله الذي جاء به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ((وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ)) من "قسط" بمعنى جار، أي الجائرون الحائدون عن طريق الحق، ((فَمَنْ أَسْلَمَ))، أي دخل الإسلام ((فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا))، أي طلبوا والتمسوا ((رَشَدًا))، أي هداية وحقاً فيه الرشد والعقل، والتحري هو التطلب والتماس الشيء.
[right][size=16]((وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ)) العادلون عن طريق الحق ((فَكَانُوا))، أي يكونون أو كان - لمجرد الربط - ((لِجَهَنَّمَ حَطَبًا))، يلقون فيها، فيوقدونها كما يوقد الحطب النار، كما قال سبحانه: (وقودها الناس والحجارة).
[right][size=16]((وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا)) هؤلاء القاسطون ((عَلَى الطَّرِيقَةِ)) الحقة بأن لم يحيدوا عنها ((لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا))، يقال ما ء غدق، أي كثير، وهذا كناية عن الإفضال عليهم، وهذا ابتداء من كلام الله سبحانه.
[right][size=16]((لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ))،
أي كنا نسقيهم الماء الكثير لامتحانهم في ذلك السقي، فإن النعم للامتحان،
كما أن النقم للاختبار، وليس المقصود من الامتحان إلا ظهور السرائر لتبيين
مقادير الاستحقاق في الآخرة أو أنه تعليل لمجيء الهدى، أي إنا إنما أرسلنا
الرسول وأنزلنا الهدى للامتحان، ((وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ)) بأن اتخذ طريقة الكفر والعصيان ((يَسْلُكْهُ))، أي يدخله الله سبحانه ((عَذَابًا صَعَدًا))، أي عذاباً يصعد عليه ويعلوه بحيث يشمل جميع جسمه من قرنه إلى قدمه أو عذاباً غليظاً صعباً.
[right]وإذ بين كون الهدى إنما هو للامتحان جاء السياق ليبين أنه لا يحق لأحد أن يخضع لغير الله سبحانه [size=16]((وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ)) جمع "مسجد"، وهو موضع السجود من الوجه والكفين وغيرهما ((لِلَّهِ))، فإنهما مخلوقة له مملوكة لذاته المقدسة، ((فَلَا تَدْعُوا)) أيها الإنسان ((مَعَ اللَّهِ أَحَدًا))،
وكيف تدعو غيره بعضو هو له؟ ويحتمل أن يكون المساجد أعم مما تقدم ومن
المساجد المبنية، وفيه نهي عن الدعاء لغيره سبحانه فيها، كما كان المشركون
يدعون الأصنام في بيت الله.
[right][size=16]((وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ))، أي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ((يَدْعُوهُ))، أي يدعوا الله سبحانه وحده ((كَادُوا))، أي الكفار ((يَكُونُونَ عَلَيْهِ))، أي على الرسول ((لِبَدًا))، أي متكاثرين عليه ليمنعوه عن الدعوة، والظاهر أن هذه الجمل كلها من كلام الجن، وأن قوله (لنفتنهم) معترضة.
[right][size=16]((قُلْ)) يا رسول الله لهؤلاء الكفار الذين كادوا يكونون لبداً عليك: ((إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي)) وحده لا شريك له ((وَلَا أُشْرِكُ بِهِ))، أي بربي ((أَحَدًا))، فليس ذلك بدعاً جديداً يوجب تكاثركم علي وإرادتكم منعي منه.
[right][size=16]((قُلْ)) يا رسول الله لهؤلاء الكفار: ((إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا)) بأن أضركم، ((وَلَا)) أملك لكم ((رَشَدًا))
بأن أرشدكم، وإنما الضرر والإرشاد بيد الله، وأنه هو الذي أمرني بإرشادكم،
فإن لم تقبلوا فهو الذي ينزل الضر بكم، وهذا لبيان أني رسول الله فقط، لا
شيء بيدي سوى الهداية والإرشاد.
[right]حتى أنا فليس ضري وخيري بيدي، [size=16]((قُلْ)) يا رسول الله لهؤلاء: ((إِنِّي لَن يُجِيرَنِي))، أي لن يحفظني ((مِنَ)) تقدير ((اللَّهِ أَحَدٌ)) إذا أراد سبحانه بي ضرراً، ((وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ)) سبحانه ((مُلْتَحَدًا))، أي ملجأ ألجأ إليه، من "التحد" بمعنى مال، والإنسان الخائف دائماً يطلب ملجأ في منعطفات الطريق.
[right]إني لا أملك شيئاً [size=16]((إِلَّا بَلَاغًا))، أي تبليغاً ((مِّنَ)) قبل ((اللَّهِ)) سبحانه بأن أبلغكم آياته ((وَرِسَالَاتِهِ))،
وهذا استثناء منقطع من "لا أملك" وما بعده، وقد سبق أن الاستثناء المنقطع
ينحل إلى ثلاث جمل، ففي المقام هكذا "لا أملك شيئاً إلا بلاغا"، "ولا أملك
لكم أو لي ضراً أو خيراً"، وكأنه قال: "لا أملك كذا، وأملك كذا"، وحق
البلاغ منه سبحانه حق لا يكون لكل أحد، كما أن رسالاته سبحانه شيء والرسول
يملك ذلك الحق كما يعرف الرسالات، فهما شيئان لا شيء واحد حتى يقال أن
العطف للبيان، ((وَمَن يَعْصِ اللَّهَ)) بعدم إطاعة أوامره وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا
[right]لكن الكفار لا يبالون اليوم بالنار [size=16]((حَتَّى إِذَا رَأَوْا)) الكفار ((مَا يُوعَدُونَ))، أي العذاب الذي وعدوا به في الدنيا ((فَسَيَعْلَمُونَ)) إذا رأوا ((مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا))، هل ناصر الرسول أضعف أم ناصرهم، ((وَأَقَلُّ عَدَدًا))،
فهل جيش الرسول وأعوانه أقل أم جيشهم وأعوانهم، فقد كان الكفار يفتخرون
على الرسول بكثرة جموعهم وضعف أصحابه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأتى
السياق ليبين أن في الآخرة تنقلب الكفة، وأنه يتبدد عددهم ويضعف ناصرهم،
فلا يقوى من إنجائهم من عذاب الله سبحانه.
[right]وقد كان الكفار
يستعجلون الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في إنزال العذاب به - استهزاء
به (صلى الله عليه وآله وسلم)، فجاء السياق بقوله: [size=16]((قُلْ)) يا رسول الله لهؤلاء الكفار المستعجلين: ((إِنْ أَدْرِي))، أي ما أدري ((أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ))، أي هل قريب العذاب الذي وعدتم به لكفركم وعصيانكم ((أَمْ يَجْعَلُ لَهُ)) أي لـ: "ما توعدون" ((رَبِّي أَمَدًا))، أي مدة، فهو بعيد عنكم؟ فإن عذاب القيامة مجهول الوقت إلا عنده سبحانه، فعنده علم الساعة.
[right]فإنه وحده [size=16]((عَالِمُ الْغَيْبِ)) يعلم ما غاب عن الحواس، ((فَلَا يُظْهِرُ))، أي لا يعلم ((عَلَى غَيْبِهِ))، أي الغيب الذي يعلمه هو ((أَحَدًا)) من عباده، فإن علم الغيب خاص به.
[right][size=16]((إِلَّا مَنِ ارْتَضَى))، أي اختاره للإطلاع على الغيب ((مِن رَّسُولٍ))
أو المعنى إلا من ارتضاه للرسالة من أفراد الرسل، فإنه تعالى يظهره على
قدر من الغيب - حسب الحكمة والصلاح، والنبي يخبر الإمام وسائر الناس بقدر
ما أذن له في الإخبار، وإذ أعلمه الله سبحانه الغيب أحاطه بجملة من الحفظة
حتى يكونوا مراقبين عليه في البلاغ، مع أنه مأمون في نفسه وأن الله عالم به
ولكن هذا للتشريفات، كما وكّل بالعباد حفظة مع أنه عالم بما يصدر منهم، ((فَإِنَّهُ)) سبحانه ((يَسْلُكُ))، أي يجعل في الطريق ((مِن بَيْنِ يَدَيْهِ))، أي من أمام الرسول ((وَمِنْ خَلْفِهِ))، أي من ورائه ((رَصَدًا)) من الملائكة يرصدونه في أعماله، تشريفاً للغيب والوحي الذي أعلم الرسول به.
[right]وإنما يرصد [size=16]((لِيَعْلَمَ)) الله سبحانه، والمراد ليقع متعلق علمه في الخارج، كقوله (حتى نعلم المجاهدين) إلى غير ذلك، ((أَن قَدْ أَبْلَغُوا)) أولئك الرسل الذي أطلعهم على علم الغيب ((رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ))، فكل ما أوحي إليه رسالة ومجموع الوحي رسالات ((وَ)) ذلك ليس لأنه لا يعلم - بل للتشريفات كما ذكرنا - إذ قد ((أَحَاطَ)) الله سبحانه ((بِمَا لَدَيْهِمْ))، أي بما يفعله الأنبياء من تبليغ الرسالة، ((وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا))،
فعلم أعداد الأشياء كلها، فإحاطته بما لدى الأنبياء من مصاديق إحصائه
سبحانه عدد كل شيء من الخلائق والأعمال والأحوال، هذا هو المعنى الذي
استظهرته من الآيات المباركة حسب ما يظهر من السياق، وهناك قول آخر في
معانيها ليس بهذا القرب إلى الظاهر، والله سبحانه أعلم بمراده.