بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
* بطاقة الهوية :
الإسم : جعفر (ع)
الألقاب : الصابر، الفاضل، الطاهر، الصادق، القائم، الكافل، المنجي
الكنية : أبو عبد الله وأبو إسماعيل وأبو موسى
اسم الأب: محمد بن علي (ع)
اسم الأم : فاطمة أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر
الولادة :عند طلوع الفجر من يوم الجمعة 17 ربيع الأول سنة 83 للهجرة في المدينة المنورة
الشهادة : 25 شوال 148 للهجرة في المدينة المنورة ودفن في البقيع الغرقد وقد هدم الوهابيون قبره الشريف مع قبور سائر أئمة أهل البيت (ع)
عمره الشريف : 65 سنة
مدة الإمامة : 34 سنة
زوجاته وأولاده : تزوج الامام الصادق (ع) من فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين (ع) فأنجب منها اسماعيل الذي تنسب إليه الفرقة الاسماعيلية وعبد الله الأفطح الذي تنسب إليه الفرقة الفطحية وأم فروة أم الامام موسى بن جعفر (ع)، وله من إمائه الأخريات العباس، وعلي وأسماء وفاطمة.
القاتل : المنصور العباسي
الأوصاف : ربع القامة - أزهر الوجه - حالك الشعر جعد - أشم الأنف - أنزع رقيق البشرة على خده خال أسود وعلى جسده خيلان حمرة
نقش خاتمه : الله وليي وعصمتي من خلقه
* نبذة من حياته وعصره
شهد الامام الصادق (ع) نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية وفي مثل هذه الحالة ينشغل الناس بالحروب والثورات وينشغل الحكام ببعضهم البعض مما فسح بالمجال لقيام الامام الصادق (ع) بدوره العلمي والتربوي على أكمل وجه وقد عاصر (ع) ما تبقى من حكام الأمويين الضعاف وثورة أبي مسلم الخراساني الذي حاول أن يزج الامام فيها ولكن الامام كان أدرى بواقع الحال فتملص منه ليتفرغ لعمله الأهم الذي يعتمد عليه قيام الدين الاسلامي في مواجهة الأفكار الدخيلة والمذاهب الفكرية المنحرفة حيث استطاع أن يعطي الفكر الشيعي زخماً خوّله الصمود أمام التيارات الفكرية المختلفة وسمح له بالبقاء الى يومنا هذا ولذلك يسمى المذهب الشيعي الفقهي بالمذهب الجعفري
إستلم الإمام الصادق (ع) الإمامة الفعلية في حقبة من الزمن كان الصراع فيه على أشده بين الحكام الأمويين والعباسيين وفي خضم انتفاضات العلويين والزيديين والقرامطة والزنج وسواهم من طالبي السلطة مما أتاح للإمام أن يمارس نشاطه التبليغي والتصحيحي في ظروف سياسية ملائمة بعيداً عن أجواء الضغط والإرهاب وفي مناخ علمي خصب تميّز بحرية الفكر والاعتقاد وزوال دواعي الخوف والتقية من الحكام وقد سجّل الإمام (ع) موقفاً متحفظاً من جميع الحركات المعارضة والتي كانت تحمل شعار (الرضا من ال محمد) لأنها لا تمثّل الإسلام في أهدافها وتوجهاتها وإنما كان هاجسها الوصول إلى السلطة ولأن المرحلة انذاك كانت تتطلب ثورة إصلاحية من نوع اخر لمواجهة المستجدات التي كادت تطيح بجوهر الإسلام فيما لو انشغل الإمام عنها بالثورة المسلحة فقد ركّز الإمام (ع) في حركته على تمتين وتقوية الأصول والجذور الفكرية والعلمية مع أخذ دوره الرسالي كمعصوم من ال بيت النبوّة ونتيجة هذه الظروف السياسية والإجتماعية ظهرت في تلك الحقبة حركة علمية غير عادية وتهيّأت الأرضية لأن يعرض كل إنسان حصيلة ما يملك من أفكار ودخلت المجتمع الإسلامي أعراق غريبة وملل مختلفة مما جعل الساحة الإسلامية مشرّعة لتبادل الأفكار والتفاعل مع الأمم والحضارات الأخرى وتمخضت الحركة الفكرية والنشاط العلمي الواسع عن مذاهب فلسفية متعددة وتفسيرات فقهية مختلفة ومدارس كلامية متأرجحة بين التطرف والاعتدال وظهر الزنادقة والملاحدة في مكّة والمدينة وانتشرت فرق الصوفية في البلاد وتوزّع الناس بين أشاعرة ومعتزلة وقدرية وجبرية وخوارج وغيرها وقد تسرّبت التفسيرات والتأويلات المنحرفة إلى علوم القران الكريم وطالت مباحث التوحيد والصفات والنبوة وحقيقة الوحي والقضاء والقدر والجبر والاختيار ولم تسلم السنة النبوية بدورها من التحريف ووضع الأحاديث المكذوبة والمنسوبة إلى نبي الإسلام (ص) لذلك انصرف الإمام الصادق (ع) الى التصدي والمواجهة والتصحيح للعودة بالإسلام إلى ينابيعه الصافية ففجر الإمام (ع) ينابيع العلم والحكمة في الأرض وفتح للناس أبواباً من العلوم لم يعهدوها من قبل وقد ملأ الدنيا بعلمه وانصبّت اهتمامات الامام (ع) على إعداد قيادات واعية ودعاة مخلصين يحملون رسالة الإسلام المحمدي الأصيل إلى جميع الحواضر الإسلامية مرشدين ومعلّمين في سبيل نشر مفاهيم العقيدة وأحكام الشريعة وذلك من خلال توسيع نشاط جامعة أهل البيت التي أسس نواتها الأولى الامامين زين العابدين والباقر (ع) كما تركزت الجهود العلمية في مختلف الاختصاصات من فلسفة وعلم الكلام والطب والرياضيات والكيمياء بالاضافة الى وضع القواعد والأصول الاجتهادية والفقهية كركيزة متينة للتشريع الإسلامي تضمن بقاءه واستمراره ومواجهة خطر الزنادقة والملاحدة بأسلوب مرن وهدوء رسالي رصين أدحض بها حججهم وفنّد ارائهم وأثار في نفوسهم الثقة والاحترام له وعلى رأس هؤلاء الزنادقة ابن المقفع وابن ابي العوجاء والديصاني كما تصدّى (ع) للوضاعّين وأكاذيبهم ونبّه على دورهم الخطير في تشويه الإسلام وشدّد على طرح الأحاديث التي لا تتوافق مع الكتاب والسنّة وقد اشتهر وبرز من طلابه العديد من العلماء أفذاذ في مختلف العلوم والفنون نأتي على ذكرهم لا حقاً في فصل طلابه وتلامذته
* شهادته
وكان المنصور العباسي يغتاظ من إقبال الناس على الإمام والإلتفاف حوله وكان يعبّر عن الإمام (ع) بأنه: "الشجى المعترض في الحلق" وينقل المفضل بن عمرو حقيقة الموقف له: "إن المنصور همّ بقتل أبي عبد الله الصادق (ع) غير مرّة وكان إذا بعث إليه ليقتله فإذا نظر إليه هابه ولم يقتله غير أنه حاول منع الناس عنه ومنعه عن القعود للناس واستقص عليه أشد الاستقصاء"
فكان يخشى من التعرّض للإمام لأنه سيؤدي إلى مضاعفات كبيرة وإزاء تزايد الضغط وإحكام الرقابة نصح الإمام أصحابه بالسرية والكتمان فكان يقول :" التقية من ديني ودين ابائي ولا دين لمن لا تقية له" ولكن المنصور لم يكن ليتورّع رغم تحفظات الإمام من ارتكاب أبشع جريمة عن طريق دسّ السم للإمام الذي استشهد من جراء ذلك
قال الإمام موسى الكاظم (ع):إني كفنت أبي في ثوبين شطويين كان يحرم فيهما وفي قميص من قمصه وعمامة كانت لعلي بن الحسين (ع) وفي برد اشتريته بأربعين ديناراً
وروي عن عثمان بن عيسى عن عدة من أصحابنا قال: لما قبض أبو جعفر أمر أبو عبد الله (ع) بالسراج في البيت الذي كان يسكنه حتى قبض أبو عبد الله ثم أمر أبو الحسن موسى (ع) بمثل ذلك في بيت أبي عبد الله (ع) حتى أُخرج به إلى العراق ثم لا أدري ما كان